القادم أسوء إن لم تصل المفاوضات الى حلول وطنية تنهي الفوضى والاقتتال
31 مايو، 2016
463 4 دقائق
يمنات
د. فؤاد الصلاحي
المتحاورون وفق مساومات بهدف الغنيمة والمحاصصة لا يلتزمون بثوابت وطنية ولا يستندون الى رؤى وطنية توجه حواراتهم نحو آفاق رحبة في حلول ومعالجات تخرج اليمن من دائرة العبث السياسي والفوضى الامنية التي صنعوها بأنفسهم ومن خلال حلفائهم.
و تتعالى اصواتهم عند المطالبة الشعبية بالإفراج عن المختطفين او المحتجزين وهم اما مدنيين او مسلحين لامجال لنكرانهم او تجاهلهم .. والشيء المؤكد هو تجاهلهم جميعا سلطة الامر الواقع وسلطة الخارج لمعانات الشعب الذي يحتاج الى الغذاء والعلاج والى الكهرباء (الحديدة تعاني شدة الحر مع غياب الكهرباء).
و لما كان العرب قبل الاسلام يقدسون الاشهر الحرم وكانوا يمتنعون عن القتال فيها اليوم المسلمين يقتلون انفسهم في كل الاشهر وكل المناسبات حتى شهر رمضان..
و هنا يدرك الخارج فظاعة العرب والمسلمين تجاه انفسهم اولا .. و قد عبرت الادارة الامريكية عن ذلك، حينما بدأت ضرباتها لافغانستان بعد احداث سبتمبر، حينها قال البعض انه شهر رمضان وله تعظيم كبير لدى العرب والمسلمين. قال الخبراء والعالمين بأمور مجتمعاتنا ان تاريخ العرب مليء بالحروب التي كانت تجري في شهر رمضان..
و اليوم ما يحدث في اليمن وليبيا والعراق وسوريا وغيرها تعبير مباشر عن ضعف الوازع الديني – ولا اريد القول غيابه – والاهتمام بدرجة اولى بمنهج المحاصصة والغنيمة بين اطراف الصراع وصك حلول تخدم هؤلاء بمعزل عن مصالح الشعب وقضاياه الوطنية حاضرا ومستقبلا..
صفوة القول: إن لم تصل المفاوضات الى حلول وطنية تنهي كل مظاهر الفوضى والاقتتال فان القادم اسواء مرات عدة وسيخسر هؤلاء ما كان بيدهم و ما كان بمخيلاتهم ايضا، لأن تعميم الحرب في المجتمع سيستند الى حيثيات متعددة داخلية وخارجية تعصف بكل النخبة الراهنة لتحل نخبة اخرى قادمة من ميادين المعركة..